الثلاثاء، 15 يناير 2013

وصايا وإرشادات لمن أراد أن يفتح موقعًا إسلاميّا


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله أما بعد ،
فمن خلال تجربتي في المواقع الإسلامية ودراسة الكثير منها ، واختلاطي ببعض الأعمال والبرامج في تصميم المواقع ، ورؤيتي لكثير من المواقع الموجودة على الشبكة العالمية ، كتبت لك هذه الأفكار والوصايا التي تفيدك بإذن الله تعالى في فتح المواقع الإسلامية وما يدخل ضمنها من أفكار ومشاكل ومقترحات.
وأسأل الله أن تكون مفيدة لك ، ومزيلة لكل الأسئلة التي تدور في ذهنك حول مشروعك القادم في افتتاح الموقع الذي تريد .
1- بكل صراحة: لماذا تفتح موقعاً ؟!.
أ- اعتقادك بالحاجة إلى تطوير التقنية عبر النت في نشر الخير ودعوة الناس إليه.
ب- إحساسك بالفراغ في وقتك وتريد أن تملأه بجلسات وإشراف على النت.
ج- يقينك بأنك تملك مواهب وطاقات ونوافذ لخدمة الدين وتريد إبرازها عبر شبكة النت.
د- وجودك ضمن فريق دعوي يعني بالجوانب الدعوية أو غيرها، فرأيتم أنه لا بد من موقع.
هـ- أم أنه الشعور بحاجتك إلى إخراج اسمك على اسم الموقع لتنال شهرة جميلة.
2- لا بد من وضع خطة متقنة تشمل عدة جوانب:
1- آلية أهداف الموقع القريبة والبعيدة.
2- تحديد العاملين وجودتهم وكيفية اختيارهم والتعاقد معهم وميزانية الرواتب والتكاليف في إحضارهم إن كانوا خارج بلدك، أو ترتيب العمل معهم إن كانوا في الداخل.
3- ما مدى إمكانية وضع مقر ثابت للموقع ليكون فيه العمل والإشراف الفعلي والملفات والأوراق الرسمية ونحوها.
4- تحديد روابط الموقع وأقسامه وفروعه، ومدى أهمية كل رابط ومناسبة القسم له.
5- العناية بالتصميم والشكل العام للموقع ولأقسامه وسهولة تحميله للمتصفح.
6- الشركة التي ستكون مستضيفة لموقعك ومدى صلاحيتها، وجودة متابعتها فنياً وإشرافاً فعلياً على الموقع، وإصلاح الأعطال في أسرع وقت؛ وهو ما يسمى بالدعم الفني.
3- العناية بالأمور الرسمية للموقع – إن أحببت – رخصة الموقع:
- تستطيع الحصول عليها من وزارة الإعلام باسم : " وكالة دعاية وإعلان " ونحو ذلك مما تندرج تحته أمور التصميم والإخراج.
- وقد تحصل على الرخصة من البلدية إذا كان باسم تجاري " الحاسبات – مؤسسة كذا للاتصالات والتقنية " ويكون نشاطك ضمن نشاط هذه المؤسسة.
- وقد تحصل عليها من وزارة الشئون الاجتماعية باسم " مؤسسة في الاستشارات التربوية والاجتماعية ".
- لابد من السعي في تنفيذ أوراق الموقع الرسمية وعدم الاعتماد على العمل في غرف المساجد أو البيوت، وهذا يفيدك كثيراً في الاستمرار والوضوح لدى الجهات الأمنية.
- عند الحصول على الرخصة تكون مطمئناً من عدة جوانب:
1- الناحية الأمنية؛ فلا يكن لديك قلق من التفتيش المفاجئ، أو زيارة رجال الأمن، أو منسوبي البلدية أو وزارة الإعلام.
2- إمكانية التقديم لدى مكتب العمل لاستقدام موظفين بطريقة رسمية.
3- إصدار بطاقة بنكية باسم المؤسسة أو الموقع، وذلك عند إحضارك الرخصة وبطاقة الأحوال، وعبر ذلك يكون بإمكانك فتح حساب جاري للموقع، ويستطيع المحبون لك دعمك بالتحويل له عبر الصراف والنت.
4- إصدار المطبوعات الدعائية لك، والأوراق الرسمية التي تحمل شعاراً لموقعك ورقم الرخصة والسجل التجاري.
5- إمكانية فتح صندوق بريد خاص للموقع.
4- لا بد من ضبط الميزانية المالية؛ لأنها سر بقاء موقعك - بعد توفيق الله لك - ، وذلك من جوانب:
1- وضع ميزانية للاستضافة والأمور الفنية الطارئة.
2- رواتب الموظفين الدائمين والمؤقتين.
3- الدعاية والإعلان للموقع في الجرائد والمجلات، والمواقع والقنوات.
4- ميزانية خاصة بالطوارئ؛ كالسفر لأي موظف، أو الدورات التي فيها تطوير للموظفين، أو في حالة تعطل جهاز، أو الرغبة في شراء أجهزة جديدة تخدم الموقع.
5- مطبوعات الموقع والظروف والملصقات.
6- قد تحتاج شراء سيارة للموظفين لخدمة أمور الموقع فلتكن في البال.
7- فكر في موارد مالية للموقع، سواء وقف دعوي، أو مخاطبة الداعمين المحبين للخير، أو استقطاع من رواتب بعض الزملاء - إن تيسر.
5- اختيار الاسم للموقع الإسلامي يفتقر إلى:
1- أن يكون سهل اللفظ، سهل الكتابة على النت.
2- لا يكن طويلاً؛ ليسهل تناقله وكتابته.
3- لا يتضمن معنى جزئياً في الدين إلا إذا أردت التخصص في هذا الاسم؛ مثال: اسم الموقع " نور القرآن " لا بأس، ولكن عند تحديد أقسام الموقع لا تخرج عن " القرآن " يعني: لا تتوسع فتدخل الأحكام والفتاوى والأخبار والقصص و... إلا الذي يخدم موضوع عنوانك فقط.
4- استشر أهل الخبرة في اختيار الاسم.
5- إياك والأسماء الغريبة وذات المعاني النادرة في المجتمع، حتى لو كانت ذات صبغة دينية.
* إذا كان موقعك هو منتدى فهناك همسات:
1- اختر عنواناً يناسب محتويات المنتدى.
2- لا بد من إيجاد مشرفين غيرك ليساعدوك في حذف المقالات المخالفة لسياسة المنتدى.
3- حاول أن تكون متميزاً بالطرح الجديد والفكرة المناسبة، ولا تكن من قوم " نسخ ولصق " .
4- لا تفتح روابط في المنتدى فيها إخلال بالسياسة العامة للموقع، وقد رأيت أحدهم فتح منتدى عن القرآن وكان من ضمن الروابط " عالم السيارات " فأي تناسب بينهما؟!.
5- بعضهم يحب المنتديات لأنها سمة عامة الناس ومن خلالها يستطيع الوصول لشريحة كبيرة من المجتمع، ولكن هذا لا يعني أن نهمل جانب الإبداع والتميز، فالعقول تلاحظ والناقد بصير.
6- اعلم أن باب المنتديات " واسع " فاسلك سبيل النفع والتجديد.
7- الحذر من بعض الرسائل الخاصة التي قد يكون فيها نوع تواصل مع الفتيات.
8- لا يشغلك المنتدى عن الموقع الأصلي – إن كان لديك – أو تصفح المواقع الأخرى الأكثر نفعاً.
9- لا تهتم بالرد على كل كاتب وطالب في المنتدى وإلا لضاع وقتك فيما لا نفع فيه في الغالب.
10- لتكن سياستك في إدارة المنتدى واضحة المعالم، فإن رأيت الجودة وإمكانية الاستمرار وإلا فدع ذلك وابحث عن باب آخر أكثر نفعاً.
11- بعض المنتديات تولد ميتة ولكن يلطف جمالها ثناء المقربين من المشرف العام وحب الظهور والشهرة، ولكن " الأنفع سيبقى " والزخارف تزول ولو بعد حين.
12- يعاب على بعض أصحاب المنتديات: إشراكهم طلاب الحلقات في إدارة المنتدى مع أنهم لم يزالوا في بداية الطلب، والذي جرأ المشرف على اختيارهم أنه متورط في بعض الأقسام التي ليس لها مشرفين، فلا بد من أن يشرف عليها بعض الشباب حتى ولو كان على حساب حفظهم للقرآن أو حبهم للعلم والدعوة.
- مهمات في إدارة الموقع والموظفين :
- كتابة أعمال الموظفين وإطلاع جميعهم عليها ليعرف كل موظف عمل الآخر، وهو مايسمى بـ " لائحة الموقع " .
- ضبط الدوام لهم عن طريق كروت الدخول والخروج، أو البصمة، أو غيرها من وسائل الضبط.
- تطبيق مبدأ الثواب والعقاب معهم.
- العناية بتوفير ما يلزمهم مما يهم الموقع من أجهزة وتقنيات ومستلزمات العمل والمكتب والأدوات.
- تطبيق قاعدة " الرجل المناسب في المكان المناسب " وهذا مهم جداً في التعامل مع إدارة الموقع، فلا يناسب أن تعطي " فلان " برنامج الإدارة وهو يجهل مبادئ التقنية والمواقع، ولا يناسب أن يتولى " فلان " الإشراف على الموقع وهو مشغول ببرامج عديدة من تدريس ودعوة وطلب علم.
- العناية بالاتصالات المتعلقة بخدمة الموقع عبر :
- لا بد من متابعة الاشتراك في النت المتعلق بالاتصالات حتى لا ينقطع عليك بسبب فاتورة ونحو ذلك.
- وضع اشتراك احتياطي عبر وصلة الجوال أو موبايلي لتستفيد منها في حالة سفرك، أو انقطاع الاتصال المباشر، أو في حالة بعد عن الخطوط الثابتة، كأن تكون في مكتب آخر أو في فندق أو في مكان انتظار.
- تحديد نائب للمشرف العام ليتولى:
1- متابعة التحديث في الموقع.
2- حضور الاجتماعات والندوات والمعارض مع المشرف أو بدلاً عنه في حالة غيابه.
3- متابعة الموظفين وتدوين ذلك كتابة في ملف خاص.
4- ضبط ملفات العمل وأعمال الموظفين.
5- مواصلة أعمال المشرف في حال انشغال المشرف أو مرضه أو وفاته.
* عند الاجتماعات لا بد من:
1- تكرار الاجتماعات في بداية تأسيس الموقع، وذلك عبر عناصر محددة مكتوبة.
2- تكليف نائب المشرف بترتيب الاجتماع من جميع نواحيه " الوقت – المكان – إخبار الأعضاء – إعداد العناصر – تجهيز عرض البروجكتر إن وجد " .
3- ضبط أمور الاجتماع وتوصياته في ملف خاص، ومناقشة ما تم منه وما لم يتم في الاجتماع القادم.
* مهمات:
كتابة لائحة للموقع في مذكرة خاصة تتضمن:
- تاريخ الابتداء في التدشين.
- اسم الموقع.
- هدفه.
- خطة العمل والموظفين.
- تحديد التعامل مع الموظفين من: الرواتب، وقت الدوام والإجازات، العقوبات وآليتها.
- الميزانية العامة السنوية.
- تحديد لجان الموقع: اللجنة العلمية ، اللجنة الدعوية ، لجنة التصميم ، اللجنة المالية وتنمية الموارد ، لجنة العلاقات العامة ، وتحديد أعضاء كل لجنة وأعمال كل شخص.
- لا مانع من التوظيف عن بعد؛ أي: عبر النت، فيكون لديك مشرف أو متابع في إحدى الدول تكون له صلاحية محددة وعمل معين، وفي الغالب نجاح هذا الأمر لحاجة الموظف عن بعد للمال وتوفر الوقت له، ومن المزايا في ذلك: قلة الراتب.
- لا بد من ضبط كلمات المرور للموقع والأسرار المهمة لبرنامج الإدارة وعدم إعطاءها أحد إلا من يستفاد منه ويحفظ الأسرار.
* إبداع في تصميم موقعك:
- العناية بجمال الموقع من أسس نجاح الموقع.
- ليس من الجيد أن نحرص على المحتوى دون العناية بالمظهر العام للموقع.
- اختر المصمم المبدع في تصميم موقعك، وتستطيع الحصول على ذلك عبر :
1- زيارة منتديات المصممين.
2- أن يخبرك أحد أصحاب المواقع بأحد المصممين المتميزين.
3- زيارة المواقع المتميزة ومراسلتهم ليخبروك بالمصمم الذي أنشأ موقعهم.
4- زيارة المواقع الكبرى التي يكون من أنشطتها تصميم المواقع.
5- قد تجد في بعض المطبوعات عنوان أحد المصممين فخذه وراسله إن أمكن.
- مهمات في صفحة التصميم :
1- اختيار اللون المناسب الذي يكون لائقا بالموقع.
2- وضع الشعار الخاص بالموقع في أعلى الموقع.
3- وضع اسم المشرف – إن وجد – في مكان مناسب في البنر العلوي.
4- اختيار صور مناسبة لاسم الموقع تكون في البنر.
5- احرص على أن تكون الصورة ذات ملمح جمالي وإسلامي.
6- لا تكن الصورة ثقيلة جداً فتثقل الصفحة على الزوار في فتح الموقع.
7- يحسن بك أن يكون في البنر حركة فلاشية مناسبة وذات دلالة إبداعية.
8- الروابط التي تكون في البنر لا تكن كثيرة؛ لأن محلها ليس فيه بل تحته في القوائم اليمنى أو اليسرى.
9- يفيدك في اختيار الشكل المناسب :
- زيارة المواقع بكثرة حتى تتصور صورة مناسبة تليق بموقعك.
- استشارة أصحاب الخبرة من الزملاء المبدعين.
- استشارة أصحاب التصميم ممن تعرف أن لهم ذوق وإبداع في تنسيق الألوان.
- لا مانع من تصميم الموقع عن طريق اثنين من المصممين ثم تختار الأنسب.
- عند الانتهاء من التصميم وتعبئة الموقع تأكد من أن جميع الروابط تعمل، سواء كانت روابط القائمة الرئيسية أو روابط الخدمات، كالبحث والطباعة والإرسال ونحوها.
روابط مهمة في المواقع الإسلامية :
1- كل المواقع الإسلامية تتفق على بعض الروابط ، وبعض المواقع تتخصص حسب سياسة المواقع ، وهنا سأذكر لك الروابط المهمة في نظري :
- الرئيسية .
- المقالات " ويمكن تغيير العنوان طلبا للتجديد ، مثل: صيد القلم - خواطر " .
- البحوث " ويمكن تغييرها إلى: دراسات - مسائل - فقهيات .. " .
- قلم المشرف " ويمكن أن تسمى بـ: نتاج المشرف - ركن المشرف - مع المشرف .
- الصوتيات " ويكمن أن تسمى بـ : المكتبة الصوتية - صوتيات " .
- الفتاوى " ويكمن أن تسمى ب : الفقهيات - أسئلة وأجوبة - أسأل ونحن نجيب " .
- من نحن؟ وتتضمن : تعريف بالموقع وأهدافه وسياسته والقائمين عليه وتاريخ الافتتاح.
- اتصل بنا " راسلنا - تواصل معنا " ويتضمن هذا الرابط : بريد المشرف - المشرف العلمي - الدعوي - الفني - وبعضهم يرغب في وضع أرقام الجوالات ليسهل التواصل.
- ابحث. ولابد من السعي لتطوير برنامج البحث ليكون دقيقاً في إخراج نص البحث والسرعة في ذلك.
- عداد الزوار. وبعض أصحاب المواقع يظهره ليكون مرئيا للزوار، والبعض يخفيه ويجعله فقط ظاهراً في برنامج الإدارة للموظفين.
- المتواجدون حالياً ، وفائدته : تفعيل الزوار في مشاهدة الدول وعدد الزوار من كل دولة، وهذا يعطي الموقع نوعاً من الانتشار والحب له، ولكن في الغالب برنامج العداد لا يكون دقيقاً.
- الشريط العلوي " الجانبي " ويحتوي على بعض المختارات التي يتم انتقاءها ليشاهدها الزائر.
- النسخة الكفية " ويمكن أن تضع بدلها: صورة جوال " . وهي طريقة سهلة تمكن الزائر عبر الجوال من تصفح الموقع بدون الصور التي تؤخر فتح الصفحة.
- البث المباشر " ويمكن أن تسمى بـ : الإذاعة " ويعتني ببث الأنشطة التي يرعاها الموقع، ولا بد هنا من التأكيد على جودة برنامج البث مع الشركة التي تتحمل استضافة ذاك، وإمكانية تواصل الزائر عبر كتابة السؤال ورؤية القائمين على البث من رؤيته في برنامج الإدارة ليتم رفعه لصاحب المحاضرة - حسب الرغبة - ليتولى الإجابة عليه.
- ركن المرأة " ويمكن أن تسمى بـ : الأسرة - بيوتنا - مع الأسرة - الأخوات " والغالب أن يكون التركيز هنا على مقالات وفتاوى وقصص وأخبار تهم المرأة.
- لابد من وضع فراغات في الصفحة ليتم وضع البنرات المتحركة التي تضفي جمالاً وتجديداً على الموقع، وهذه البنرات لها أسس:
- قلة حجمها " حسب مقياس الكيلو بايت " حتى لا تؤخر الصفحة على الزائر.
- جودتها.
- جمال النص المكتوب عليها.
- التغيير في كيفية تحريك البنر وعرضه ليرى الزائر التنويع المستمر في الصفحة من ناحية جودة المحتوى من النصوص وكذلك الصور.
* صفحة النص المقروء، فيها قضايا :
1- العناية بوضوح الخط وسهولة قراءته .
2- الحرص على المباعدة بين السطور لتسهل قراءة النص .
3- تلوين العناصر المهمة .
4- عدم طول المقال، فإن كان طويلاً فليكن لديك رابط " تحميل ملف ورد " .
5- وجود اسم الكاتب في الأعلى مع العنوان.
6- يفضل وجود التاريخ.
7- يستحسن وجود روابط خدمية في أسفل الصفحة أو أعلاها وهي: اطبع - أرسل - احفظ - عدد القراء - أعلى الصفحة .
8- إمكانية وضع صورة في المقال في أعلاها أو جوانبه.
* ضبط التفاعل مع الزوار:
- لا يكن موقعك مجرد تصفح أو سماع، بل لا بد من فتح باب وزاوية للتفاعل؛ وذلك عبر:
- رابط : أرسل مشاركتك.
- التصويت والاستبيان.
- مسابقة موسمية أو سنوية.
- إذا وردت مشاركات أو انتقادات للموقع فتعامل معها بكل شفافية.
- العناية بالحدث والنازلة، فإن الزائر يحب أن يرى الموقع متفاعلاً مع الحدث العام سواء سياسياً أو اجتماعياً أو تربوياً، وذلك من خلال تخصيص زاوية للحديث عن الحدث الطارئ.
- عند إرسال تعليقات من الزوار على المحتوى الذي عندك إياك والموافقة على إظهار كل تعليق، بل أظهر التعليق المناسب الذي يناسب مادة الموقع والسياسة العامة مما لا يقدح في الأشخاص والهيئات.
- اضبط الإيجابيات التي حققها الموقع ، وماذا قال الزوار عن الموقع ، لتعرضها في المستقبل للزوار أو في عرض تعريفي للموقع في مجلة أو مؤتمر أو سيدي تعريفي .
* نداء للمشرف العام :
1- ضع جدولاً معيناً لك عند الإشراف على الموقع وخاصة إذا كنت متزوجاً أو لديك أعمال أخرى دعوية أو أسرية أو تجارية، وإذا فشلت في تحديد الوقت اليومي للإشراف على الموقع فلا تستغرب من وجود أخطاء وغرائب في موقعك.
2- يحسن بك أن تحرص على زيارة معارض التقنية والعناية بالجديد في النت والبرمجيات والبرامج والتصميم، والاستضافة، وقراءة المجلات والدوريات المتخصصة، وزيارة المواقع التي تهتم بذلك لتكون على اطلاع وخبرة، وستفيدك هذه في الارتقاء بموقعك نحو التميز.
3- اقرأ في فنون القيادة والإدارة؛ لأنك ستتعامل مع موظفين وهم بحاجة إلى مدير يملك صفات القائد الناجح.
4- الطريق نحو النجاح لا بد أن يمر ببعض الصعوبات ولكن لا تقف لها ، وتجاوز كل العقبات واستفد من كل خطأ.
5- إذا كان اسمك بجانب اسم موقعك فلا بد أن تعلم أن " سمعتك من سمعة الموقع " و " سمعة الموقع من سمعتك " فانتبه لنفسك وكن قدوة حسنة ؛ لأنك نزلت للميدان ، ولا تكن شيئاً وموقعك شيء آخر.
6- لا بأس أن تكتب سيرة ذاتية مختصرة لك ليراها الزائر وليس هذا رياء أو غرور، فالزائر لا يدري من أنت والمواقع مليئة بالمثقفين والدعاة وأصحاب المناهج الأخرى من مبتدعة وغيرهم، وسيرتك ستوضح للزائر وخاصة في البلاد البعيدة جودة المحتوى وصدق منهج الموقع.
7- لا تكتب في أعلى الموقع - بجانب اسم الموقع - إلا اسمك فقط ، بدون تفاصيل العمل أو الوظيفة؛ لأن التفاصيل محلها في السيرة الذاتية لك.
8- اقبل النقد والتصحيح، فأنت في عالم جديد من التقنية ومنصبك العلمي أو الدعوي شيء والنت شيء آخر.
9- احرص على علو الهمة في العناية بالموقع فهو بوابة لك إلى العالم وطريق كبير إلى التوجيه، وقيادة الأمة، فلا تكسل ورتب وقتك، وطور نفسك.
10 - قد تواجه من يقلّل من جانب المواقع ومدى نفعها فلا تبال بهم وانطلق نحو هدفك.
11- لابد أن تسعى في كسب بعض رجال العلم والمال ليكون ليكون لموقعك قوة ونفوذ من ناحية الدعم المعنوي والمادي.
12- لا تقبل كل رأي يرد لك من الزوار، ولا ترد كل شيء، وليكن لك مجلس استشارة مع الأعضاء المتميزين معك الذين يوافقونك في بعد النظر، وتقديم الأولويات وجودة المحتوى.
13- اقرأ في فنون التعامل مع الانترنت من الناحية الصحية، هيئة الجلوس، جودة الإنارة؛ لأنك معرض لبعض المخاطر بسبب ارتباطك الكثير بالموقع.
14- انقل في مجالسك دعاية للموقع عبر النتائج والايجابيات أو التعليقات وأقوال الزوار، ولعل ذلك الثناء يأتي ببعض الغافلين عن الدعوة عبر النت إلى ساحاته ليثروا المواقع بالمفيد من المقالات والمسائل أو الانتقادات .
* مخالفات وأخطاء عامة:
1- الحماس في فتح الموقع بدون دراسة وتحديد أهداف.
2- اعتقاد أن الموقع لا يحتاج جهداً ومعاناة.
3- الفوضوية في إدارة ميزانية الموقع.
4- إشراك عاملين معك لا يحملون نفس الهم أو لا يتقنون التعامل مع الأهداف والطموحات.
5- المجاملة في التعامل مع الأخطاء في مسيرة العمل وترك الحزم مما يسبب السقوط لاحقاً.
6- إهمال جانب الإعلان عن الموقع.
7- عدم العناية بالتحديث المستمر وِفقْ أطر محددة.
8- التأثر بضغط الزوار أو الفريق في الموقع في إحداث أقسام جديدة أو تنزيل محتويات في الموقع من مقالات أو صور مع عدم دراسة جدوى ذلك وأهميته وكيف سيكون تحديث ذلك مستقبلاً .
9- وجود الأخطاء الإملائية أو الأسلوب غير العلمي.
10- إهمال جانب التصميم بحجة أهم شيء المحتوى، والواجب الجمع بين التصميم المناسب والمحتوى النافع.
11- عدم التأكد من مناسبة المقال للقسم المندرج تحته، فلا تتعجب من وجود مقال تربوي في قسم الأخبار أو العكس.
12- عدم التأكد من الروابط التي لا تعمل.
13- تركيب فلاشات أو صور ذات حجم كبير مما يسبب ثقل على المتصفح والواجب تقليل حجم الفلاش.
14- وضع بنرات لمقالات أو عناوين لا تناسب الموسم أو الحدث.
15- وضع بنرات متحركة بعناوين لا تليق، وما أضحكني بنر يحمل عنوان " مشاهد عارية " فلما ضغطت عليه إذا به مقال عن المساجد التي خلت من المصلين بعد رمضان، وكأنه يشير إلى التقصير عن الصلاة بعد رمضان، وهذا حق ولكن لماذا البنر له هذا العنوان الذي لا يليق بالمحتوى.
16- إهمال المراجعة الدائمة لأمور الموقع فنياً وتقنياً، وهذا قد يوقع في حرج مع الزوار، فلا بد من وجود متابع له بين الساعة والساعة فقد يحدث خلل، أو هكر، أو تعطيل، فحينها يبادر الأعضاء بمخاطبة الدعم الفني بالمشكلة ليتم حلها سريعاً.
17- كثرة الأقسام الفرعية بسبب الحماس من الأعضاء وفي الغالب هذه الأقسام تخرج عن أصل محتوى الموقع وليس لها في الحقيقة فريق يتعامل معها إلا من قوم " نسخ ولصق ".
18- عدم وجود خطة في حالة وفاة المشرف؛ كيف سيكون مسيرة العمل الدعوي أو العلمي في الموقع.
19- ضعف التواصل بين فريق الموقع وقد يكون هناك نوع من الشحناء والخلاف بسبب اختلاف وجهات النظر بين بعض الأهداف والحقائق.
20- جهل المشرف بضرورة تطوير الموظفين.
21- عدم وضوح الرؤية لدى بعض العاملين مما يسبب التأخر أو الفوضوية في أداء العمل.
المواقع الشخصية الخاصة :
قد لا يتسنى للبعض أن يكون مشرفاً على أحد المواقع الإسلامية إما لارتباطه ببرامج أخرى أو لعدم وجود فريق علمي دعوي مناسب يتبنى فكرة إنشاء موقع ليتولى " فلان " الإشراف عليه.
فهنا نقول: لا بد لكل من يرى في نفسه الرغبة في القيادة التربوية والعلمية للمجتمع فما عليه أن يفتح له صفحة خاصة على الشبكة العالمية في النت، ولي هنا حول هذه الفكرة عدة مسائل :
- البدء في تجهيز المواد المكتوبة " المحتوى " أو " الصوتيات " سواء تلاوات أو محاضرات.
- طريقة تجهيز المحتوى " النصوص " : كتابتها يدوياً، ثم طباعتها، فإن كان الكاتب مشغولاً أو لا يستطيع الطباعة - وهذا الغالب - فهنا حلول :
- أن يذهب لأقرب مكتب خدمات طالب ويتفق مع الموظف المختص في ذلك.
- إن كانت الزوجة أو أحد الأبناء يجيدون الطباعة فليخدموا صاحب الموقع سواء كان أب أو زوج أو أخ .
- أن يتفق مجموعة من أصحاب الأقلام الجيدة باستقدام موظف خاص لهم ليتولى خدمتهم في بحوثهم ومقالاتهم وأنشطتهم ، وأجرة الموظف تكون موزعة على هؤلاء الدعاة أو طلاب العلم.
- أن يتفق صاحب الموقع مع أحد الشباب المتميزين في الطباعة بتولي خدمته في الطباعة، وقد يكون هذا الشاب طالباً متفرغاً، فيستفيد الطالب الأجرة، ويستفيد الكاتب سهولة إنجاز بحوثه ومقالاته - بدون استقدام موظف خاص - قد يكلفه الكثير من الوقت والمال ومراجعة الدوائر الحكومية.
3- إذا كانت المواد " صوتية " فهنا لا بد من :
- تسجيل المواد في الجهاز المختص بالصوتيات، ويفضل أن يكون على جهاز الكمبيوتر مباشرة وهناك برامج مختصة في ذلك.
- يفيدك في ذلك أصحاب المحلات المتخصصة بالحاسب أو صيانة الحاسب.
- يفضل أن تحرص على جودة الصوت ومدى مناسبته في الوضوح للمستمع.
قواعد في التعامل مع الشركة المستضيفة :
- ضبط الأمور المالية ، والاتفاق المسبق على التفاصيل قبل توقيع العقد.
- الاتفاق على تاريخ البداية والنهاية للعقد.
- تحديد آلية العمل من جهة صاحب الموقع ، وماذا يريد من الشركة حتى لا يكون هناك تناقض في الطلب أو عدم وضوح لهم.
- لا بد قبل رفع الطلبات من إدارة الموقع أن يجتمع الأعضاء ليقرروا ما هو المطلوب من الشركة.
- ضبط كلمات المرور التي تعطيك الشركة.
- لا بد من الحفاظ على سرية معلومات الموقع، وأنصح بأن يكون هناك أكثر من واحد في العناية بذلك حتى لو نسي أحدهم أو ضاعت منه أو تعطل جهازه تكون عند الآخر.
- اطلب من الشركة - غير أمور التصميم - الحفظ الدائم لتحديثات الموقع وهو ما يسمى بالنسخ الاحتياطي، وهو أن تقوم الشركة أسبوعياً أو شهرياً بالنسخ لكل محتويات الموقع، والفائدة من ذلك: الحفاظ على المحتوى، في حال ما لو تم ضرب الموقع أو تعطلت الأمور الفنية.
- عند التواصل مع الشركة ومتابعة سير العمل، لابد أن يكون القائم بذلك من أحسن الأعضاء في العناية بذلك، وليحرص المشرف العام على اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب.
ختاماً ، أسال ربي عز وجل أن أكون قد نجحت في إيضاح بعض المهام لمن أراد فتح موقع إسلامي ، وأسأله تعالى أن يبارك في المواقع الإسلامية الصادقة والنافعة .
محبكم : سلطان بن عبد الله العمري
المشرف العام على موقع ياله من دين
منشور بواسطة:
logo_IslamHouse

الأبراج

http://www.islamhouse.com/p/411451

الاثنين، 14 يناير 2013

لماذا يسرق الطفل ... الأسباب والعلاج؟


يقصد بالسرقة: امتلاك الطفل شيئاً ليس من حقه، بعيداً عن عيون أصحابه، وبغير إذنهم، وتنتشر السرقة البريئة بشكل كبير في مرحلة الطفولة المبكرة، وتصل إلى ذروتها ما بين (5 إلى 8) سنوات، حيث يستحوذ الطفل على أشياء لا تخصه في سنوات عمره الخمس الأولى، وإذا استمر ظهور هذه الظاهرة بعد سن (5 سنوات) فنحتاج أن نعتني بها ونعالجها.
ما هي الأسباب التي تدفع الطفل للسرقة؟
- في مرحلة الطفولة المبكرة فإن الطفل لا يستطيع أن يميز بين ما يملكه وما لا يملكه، كما أن نموه لا يساعده على معرفة أن الاستيلاء على أشياء غيره أمر سيحاسب عليه.
- بعض الأحيان تكون السرقة تعويضاً رمزياً لغياب الحب الأبوي وقلة الإحساس بالاهتمام والاحترام والمودة، ومن المحتمل أن يكون السبب أيضاً وفاة أحد الوالدين أو غيابه لفترة طويلة.
- وقد تكون السرقة بسبب الحاجة والفقر والعوز والحرمان، فالطفل يسرق كي يسد الرمق أو يدفع غائلة الجوع.
- وقد تكون السرقة علامة على التوتر الداخلي، مثل الشعور بالاكتئاب أو الغيرة من ولادة طفل جديد داخل الأسرة.
- وقد يسرق الطفل الذي يعيش في جو أسري متقلب ومضطرب، تنعدم فيه الرقابة الأسرية، ويفتقر إلى دعائم الأمن والعطف والحنان، أو في أسرة متصدعة اجتماعياً، مهتزة القيم، ومستواها الاقتصادي منخفض.
- أحياناً يكون الدافع للسرقة المبالغة من قبل الوالدين في الاحتياطات الآمنة في حفظ الأشياء الغالية والرخيصة، فيود الطفل كشف السر مدفوعاً بحب الاستطلاع والرغبة في الاستكشاف، فإذا عوقب على ذلك عاد إلى السرقة بدافع الانتقام والتشفي.
- وقد يسرق الطفل تقليداً لنموذج سيئ اقتدى به؛ كأحد الأبوين أو الأصدقاء أو الإخوة.
- من الأسباب التي تعمق مشكلة السرقة لدى الأطفال، الإسراف في العقوبة دون النظر إلى الحالة النفسية والظروف التي دفعت الطفل للسرقة.
- كذلك فضيحة الطفل أمام الآخرين بأنه لص وسارق تجعله أحياناً عنيداً، فيستمر في السرقة رغبة في التحدي.
ما هو العلاج؟
- أولاً: تربية الطفل وتعليمه القيم الأخلاقية والدينية وغرسها في نفسه، ليفرق بين الحلال وبين الحرام، ويشرح الآباء والمعلمون أمام الطفل في عبارات سهلة ميسرة خطورة جريمة السرقة، فيشيروا إلى حدّ السرقة، وهو قطع اليد الخائنة التي تتعدى على حقوق الآخرين بشروط معلومة. (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
- ونحدثه عن فضيلة الأمانة وآداب الاستئذان.. ونقدم له من الحياة قصصاً نرويها للطفل لأولئك الأشخاص الفقراء الذين يجدون مبالغ طائلة ولا تحدثهم أنفسهم بسرقتها.
- ونشرح لهم أن هؤلاء الذين يتمتعون بضمير حي ويعلمون أن الله - سبحانه وتعالى - رقيب عليهم في كل حين، هم الذين يجازيهم الله - تعالى - أحسن جزاء.
ـ أيضاً من الوسائل المهمة إشباع حاجات الطفل المتعددة عن طريق مصروف منتظم يُعطى له، مع الإشراف المباشر عليه؛ من يصادق؟ فيم أنفق ما معه؟ وكيف؟ ولا يكون ذلك بأسلوب تسلطي شرطي، بل من خلال علاقة حميمة مع الطفل لا بد من إقامتها معه ومعاملته بها.
ـ الأب القدوة الأمين والأم كذلك التي تحترم ممتلكات الغير وتحافظ عليها تعليم أولادها الأمانة.
- نعلم الطفل كيف يحفظ للآخرين حرمة ممتلكاتهم، وذلك بأن تخصص له أشياؤه وممتلكاته ونساعده في المحافظة عليها.
ـ بث الثقة في نفس الطفل عن طريق الحديث إليه وإزالة الحواجز بينه وبين والديه، فيبوح بأسراره لهما وينصتان إليه باهتمام.
ـ ينبغي مواجهة الطفل وتبصيره بمشكلته ومخاطر هذا السلوك، وأن يفسر الوالدان للطفل لماذا يعتبر هذا السلوك غير مناسب، وأنهما لن يقبلا منه هذا العمل.
ـ ينبغي في المدارس ورياض الأطفال دراسة كل حالة على حدة للتعرف على الأسباب وطرق العلاج الناجحة.
ـ ينبغي غرس قيمة الأمانة في نفوس الأطفال ومكافأة الأطفال الذين يصدر عنهم سلوك يدل على الأمانة.
ـ في المجتمع بصفة عامة: لا تركز وسائل الإعلام على وصف السرقات وحوادث النصب والاحتيال، مع الاعتناء بنشر قصص الفضيلة والأمانة والخلق القويم.

الأحد، 13 يناير 2013

ليلة في ظلمة القبر(قصة مبكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

سمعت الأم اضطرابا في بطنها ، تلاه ضرب مؤلم ..
ذهبت إلى الطبيب ، فزف لها البشرى ، قال : يا بشرى هذا غلام
لم تسع الأرضُ الأمَ من الفرح ، سجدت لله شاكرة ، حمدته بلسانها وجوارحها ، رفعت يديها إليه .. ناجته قائلة : ربُّ هب لي من ذريتي قرة عين .

بدأ سعد بالمعافسة في بطن أمه .. يتحرك هنا وهناك بكل فرح وحبور لأنه خارج إلى حياةٍ رحبة ، ظانا أن الدنيا مع سعتها أسعدُ من بطن الأم مع ضيقه !!

أما أمُّه .. فعَينها امتزجت بدمع الألم والأمل، والفرح والحزن، والدمع الحار والبارد ..
ألم الحمل وأمل الذرية ، فرح الأولاد وحزن الولادة ، دمعها الحار خوفا عليه من مس السوء، والدمع البارد لأنه خيل إليها نجاحه فلا تراه إلا رجلا يضرب به المثل .. سندا للظهر ، وعصى يتوكأ عليها .

جاء اليوم المشهود وفرِح الوالدُ بالمولود :
خرج سعد يتنسم عبير الدنيا ويأخذ نفسا عميقا يَروِي عظمَه الطرِيَّ الغَضَّ .

شب قرنُه وبدا مسيرُ الطريق مخالفا لما عوّلت عليه أمه ، حلُمت أن يصبح رجلا صالحا فأمسى طالحا ، يرى نورَ الطريق فيحيد عنه وظلمةَ الشِّعب فيأوي إليه . .

فما حال سعد ؟!!

سعد صاحب العضلات المفتولة والنظارة السوداء ، يركب رأسَه ويخالف الناس ويمشي مع هواه ، يسمع نداء الأذان فلا يلبي ، ويرى الناس تؤم بيت الله وهو صاد عنه ، أعجبته نفسه ، وغرته الأماني ، وظن أن سعادته فيما يفعل ..

ضيع نفسه ووقته ،كأن وجوده في الدنيا ذنب قابله بعصيان وتمرُّد وتنمُّر !!
يفتح عينه من سبات غميق غط فيه ، يتعاجز عن القيام ، أثقلته الذنوب ، على وجهه ضوء أسود فحَدَقُه مظلم، تثائب تثاؤب من بال الشيطان في أذنه ونهض قائما

وبينما هو يمشي في حَمأة اللهو أصابته حُمَّى شديدة فطرحته للفراش صريعا ،كان جسده يمانع الأمراض فأصبح مرتَعا للوباء ، ذهب إلى الطبيب فحذّره وأنذره من اتخاذ الخليلات وشرب المسكرات ، وليته سمع فوعى !!

ومع كرِّ الليالي وفرِّها وإقبال الأيام وإدبارها حان موعد الرحيل وآذنت النفس بالإياب ، وأُخذت الوديعةُ المستودعة .

اعترى سعدا ضعفٌ في جسده .. تنمّلت أطرافه خارت قواه ، نادى : أماه أماه ..

لبّت النداءَ أمُه تهرول وتقول : ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر ؟

ضمته إلى صدرها ، نضحت وجهَه بالماء ، إلا أن " سعدا" يصارع شيئا لا يشبه المرض ..
.. نادته : سعد سعد ، وبصره شاخص إلى السماء كأنه يرتقب ضيفا مفزعا

وبعد شدة هَوْلٍ .. جاءه الضيف ذو الوجه الأسود والعين الجاحظة .. مد يده إلى جوف سعد كأنه وجد ما فقد .. لقد نزع الروح نزعا شديدا غليظا كأنه اقتلع جسده كله ، وسعد يصارخ ويضطرب ولا منجى من الموت ، قد حان ما كنت تحذره يا سعد .

أراد سعد الكلام ولكن لم يسطع ، كان يريد القول :"رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت"
ما زال سعد يقاتل الموت ولكن لا طاقة له بملك الموت !!

لم يكن النزع يسيرا بل غرقا ، لقد هربت روحُه فلم تدع عِرقا ولا عَصَبا إلا اختبأت خلفه ..
وهذا الملك غارق في نزعه ، فالعذاب عسير ولا طاقة للجبال الرواسي به !!'.

وذهب ملك الموت متأبطا شرا ، تاركا جسده المسجى بالهول والهلع . ..
بقي سعد جثة هامدة لا تطيق حراكا بل هي أشد ما تكون في سكونها ..

ضربت الأم صدرها وقالت : بنيَّ سعد وقتك الأواقي ، أجبني ، ما ذا أصابك ؟

فلمَّا لَمْ يجب عرفت أن ليس ثمة مرض .. إنه الموت الذي لا يرده ملك مقرب ولا نبي مرسل

كان سعد تاركا للصلاة مجانبا للطاعة بعيدا عن الخير ، فتحرجوا في الصلاة عليه ، ولم يجدوا بُدا من أن يلقوه في المقبرة رميا، كأنه متاع قد استغني عنه .

حملوه على أكتافهم وهو يسمع قرع نعالهم ويقول : إلى أين ؟ أين تذهبون بي ؟
أنا سعد ابنكم وقريبكم ، دعوني أصل لله ركعات لعله يغفر لي خطيئتي ، لقد ضربت فلانا وشتمت فلانا أريد المغفرة منهم ، وصاحب المتجر يريد مالا لم أعطه ، وقد استعرت متاعا فجحدته ...
ولكن لا يسمع نداءَه إلا ربُه ، ولا حياة لمن يناديهم

اقترب من الحفرة التي ستكون له مأوى ومصيرا !!
رأى سورَ المقبرة كأنه قيد في العنق يقطع الوريد ويشد الوثاق !! !!
اقترب من المقابر كأنها غابة موحشة لا يأنس بها إلا الأبالسة !! !!
النبات ذابل ، والشجر محترق ، وكل شيء في هذا المكان خَرِب خَرِب ، فكل ما تراه يدعو إلى الموت ، لا حياة بعد تلك الحياة ، أواه ثم أواه .

لقد بدّلوا اسمه ، فكان "سعدا" في الماضي ، أما الآن فهم يقولون أين "الميت" ؟ ، ويقولون :ضَعُوا "الجنازة" هنا .

يالله !! ما أكثر من خُدع ببريق الدنيا ثم لم تمهله حتى رُمِي في حومة الردى ..

أنزلوا رأسه أولا إلى هذه الحفرة الضيقة فرأى ظلاما عميقا وقَعرا مُخيفا أراد أن يمسك بيد من يدفنه ليقول نشدتك الله إلا تركتني .. دعني وشأني
ولكن الموت ليس فيه رحمة ولا توسل فلا يخرق نواميسَه أحدٌ إلا الله !

استقر سعد في ظلمة القبر وهو يرى بعينه الفانية هيلان التراب عليه ، ويقول ما ذا فعلتُ بهم ؟

طمَّ الثرى جسدَه فلم يعد يرى شيئا ، التقمه القبر وهو مُليم ، فسعد مُحاط بالضنك والكدر ولا رادَّ لما أراد الله .

ثم وضعوا لبِنة عليه أثقلت جسده وأضْنت عظمَه ،ثم أهالوا التراب أخرى وأخرى فلم يُطق التفاتا واستسلم لما هو كائن عليه ..
وما إن فرغوا من توسيده التراب حتى ضربوا أيديهم كفا على كف ينفضون الغبار وتفرقوا شذر مذر .

بقي وحيدا فريدا عاريا ، فارغا من كل شيء ، لا يملك من الأمر قِطْميرا ، فوقه تراب ، يمينه تراب ، وعن شماله التراب ، وتحته التراب ، فراشه التراب ولِحافه .

ما هذا المصير ؟ أين فراشي الناعم ؟ أين الديباج والحرير ؟ أين الهناء ورغد العيش ؟ أين الطعام والشراب ؟ أين فلان وفلانة ، في كل ليلة لي معهم صولة وجولة، نقطِّع الوقت بالحديث الماتع ، والغناء الماجن ، والكلام المؤنس؟
لمَ تركوني في وقت الحاجة والفقر الشديد ؟!!

المكان شديد الإظلام لا أرى إلا سوادا في سواد ؟؟

ثم يجيئه ملكان قبيحا المنظر يقولان له : قم يا سعد .. فيقوم أفزع قيام، وجِلا خائفا يقول لهما : من أنتما ؟
فيقولان نحن عملك السيء؟
فيقول : ماذا تريدون ؟
فيقالان : من ربك؟
فيقول وقد انخلع فؤاده : هاه هاه لا أدري !!

يسائل سعد نفسه ما لي لا أجيب ، فأنا أعلم من ربي ومن خلقني ورزقني ، ولم يُحِرْ جوابا ..
ثم يقولان : من نبيك ؟ ما دينك ؟
ويقول في كل ذلك : هاه لا أدري !!

فيضربانه على رأسه بمِطرقة يسمعه كل شيء قريب منه إلا الثقلين ، ولو سمعوه لصُعقوا . .

ثم يرى منزله من النار ، ويرى غُرفته في الجنة لو كان صالحا ، فيزداد حسرة على حسرة وحرقة على حرقة ويموت في كل حين أسفا وحزنا .

ثم يضمه القبر ضمة تختلف أضلاعه فيها .. فلا يبقى عظم على عظم بل هشيما ..
ويتمنى سعد أن لا تقوم الساعة لأنه يعلم أن ما يأتيه أشد فزعا وأعظم عذابا من هذا فيقول : رب لا تقم الساعة ، رب لا تقم الساعة ...

وهذه ليلة سعد في ظلمة القبر البهيم .. وهناك من تطيب نفسه إلى هذا المصير ليس بقلبه ، ولكن حاله تخبرك ، وعند الامتحان يكرم الرجل أو يهان ..

اللهم أسبل علينا رحمتك ، وقِنا عذابك ، واغفر الزَّلَّة ، وتجاوز عن الخطيئة ، وأحسن الخاتمة ، وأجزل المثوبة إنك جواد كريم ونحن الفقراء إليك ..

وصلى الله على محمد .

جبرــــــــــل مآات !!!!


كان هناك قس نصراني يذهب لشيخ مسلم كل يوم ملحا عليه بأن يترك الإسلام ويتخذ النصرانية دينا جديدا له وكان دائما ما يردد هذه العبارات :

'إنك تهدر وقتك يا شيخ تصلي 5 مرات فى اليوم قياما وركوعا قياما وركوعا
وتصوم شهرا باكمله، انك مضيق الخناق على حياتك إذ أنك لا تقرب لحم الخنزير.. الخ .. والله ليس توقا لكل ذلك !! '

إن اردت الخلاص يا شيخ فكل ما عليك هو أن تؤمن أن الله أرسل ولده الوحيد إلى العالم ومات من أجل خطايك ولك الخلاص بعد ذلك.
آمن أن الله قد نزل إلى الارض ومات من أجل خطاياك، آمن بهذا وستدخل الجنة.

::::::::::::::

كان هذا القس النصراني يذهب كل يوم إلى الشيخ المسلم ويقول له نفس الكلام و كان ملتزماً بذلك حيث لم يغب يوما عنه، مما جعل حياة الشيخ المسلم تعيسة، إذ لم يستطع التخلص منه بسهولة وكان دائما ما يفكر في كيفية النجاة من هذه المعضلة؟

فكر الشيخ مرارا وتكرارا إلى أن هداه الله إلى فكرة رائعة فنادى بكبير مساعديه وقال له ((عندما يأتي القس النصراني إلينا غداً ، أمكث قليلاً ثم تعال إلي وأهمس في أذني ))

و فى اليوم التالي جاء النصراني كعادته، وجلس وبدأ في سرد قصته اليومية محاولا تنصير الشيخ المسلم

وعندها جاء المساعد إلى الشيخ وهمس فى أذنه كما قال له!

فبدأ الشيخ فى البكاء !! بكاءً شديداً
فأراد القس النصراني أن يعرف ماذا يبكيه !

القس النصراني : ماذا حدث ؟
الشيخ المسلم : لا أريد التحدث الآن ؟
القس النصراني : إهدأ يا شيخ وأخبرنا ماذا حدث ؟
الشيخ المسلم : لا أستطيع ، فالأمر عظيم.
--لقد كان يمثل البكاء فى الحقيقه--

القس النصراني : يا شيخ قل لنا ما هذا الأمر العظيم لقد بدأت أعصابي بالتوتر.
الشيخ المسلم : لقد وصلتنى اخبار محزنة, ان (الملاك جبريل) قد مات!
القس النصراني ضحك بسخرية وقال : هل انت احمق!؟ الملائكة لا تموت أيها الشيخ المسلم !!
قال الشيخ : إذا كنت أنا أحمقا لأني قلت أن الملائكة تموت، فكيف بمن يقول بأن الله الذي خلق الملائكة قد مات ؟

قصة رواها الشيخ احمد ديدات رحمه الله في إحدى محاضراته.

قصة توبة مالك بن دينار مؤثرة جدا

توبة مالك بن دينار (قصة رائعة ومؤثرة))



يقول:
بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب الناس .. افعل المظالم .. لا توجد معصيه إلا وارتكبتها .. شديد الفجور .. يتحاشاني الناس من معصيتي.
يقول: 
في يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله .. فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمه زاد الايمان في قلبي وقلت المعصيه في قلبي .. ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر .. فاقتربت مني فازاحته وهي لم تكمل السنتين . وكأن الله يجعلها تفعل ذلك .. وكلما كبرت فاطمه كلما زاد الايمان في قلبي .. وكلما اقتربت من الله خطوه .. وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي.. حتى اكتمل سن فاطمه 3 سنوات
فلما اكملت .. الــ 3 سنوات ماتت فاطمه
يقول:
فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء .. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان ... حتى جاء يوما 

فقال لي شيطاني:
لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!
فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب
فرأيتني تتقاذفني الاحلام . حتى رأيت تلك الرؤيا
رأيتني يوم القيامه وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار. وزلزلت الأرض .
واجتمع الناس إلى يوم القيامه .. والناس أفواج ... وأفواج .. وأنا بين الناس
وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار
يقول:
فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف
حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار
يقول:
فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤيه) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيت
ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف
فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً .. 
فقلت: 
آه: أنقذني من هذا الثعبان
فقال لي .. يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحيه لعلك تنجو ..
فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أاهرب من
الثعبان لأسقط في النار
فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب
فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي ...
وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو
فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال
كلهم يصرخون: يافاطمه أدركي أباك أدركي أباك
يقول:: 
فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات
تنجدني من ذلك الموقف
فأخذتني بيدها اليمنى .. ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده الخوف
ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا
وقالت لي ياأبت
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
يقول:
يابنيتي .. أخبريني عن هذا الثعبان!!
قالت هذا عملك السئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن
الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه..؟
يقول:وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى
لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً
ولولا انك انجبتني ولولا أني مت صغيره ماكان هناك شئ ينفعك
يقول:
فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب.. قد آن يارب, نعم
ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
يقول: 
واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التوبه والعوده إلى الله
يقول:
دخلت المسجد فإذا بالامام يقرأ نفس الاية
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
ذلك هو مالك بن دينار من أئمه التابعين
هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل .. ويقول
إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنه من ساكن النار، فأي الرجلين أنا
اللهم اجعلني من سكان الجنه ولا تجعلني من سكان النار
وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول:
أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك ...
أيهاالعبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك
من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً،
ومن أتاني يمشي أتيته هرولة
أسألك تبارك وتعالى أن ترزقنا التوبه
لا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين